التراث المادي واللامادي في الجزائر
Benoradj Omar

التراث المادي واللامادي في الجزائر

 

محتوى المادة:

1 مدخل عام: التراث الثقافي وعلاقته التنمية في المجتمع

1-                      التراث المادي : التعريف والأنواع الموجودة في الجزائر

·           الانسان والتراث المادي

·           التراث المادي والمحافظة على الهوية

·           إدارة التراث المادي

2-                      التراث اللامادي: التعريف والأنواع الموجودة في الجزائر

o     الانسان والتراث اللامادي

o     التراث اللامادي والمحافظة على الهوية

o     إدارة التراث اللامادي

3-                      المنظمات الوطنية والدولية المهتمة بالتراث المادي واللامادي

4-                      التجارب الدولية للحفاظ على التراث المادي واللامادي

5-                      التنمية البشرية والتراث الثقافي المادي واللامادي.

6-                      الثقافة الشعبية والتراث الثقافي.

7-                      طرق وأساليب المحافظة على التراث المادي واللامادي وآليات تثمينه.

طريقة التقييم: امتحان

المراجع:

يحي وزيري، العمارة الإسلامية والبيئة: الروافد التي شكلت التعمير الإسلامي.عالم المعرفة ،جويلية2004.

الموقع الخاص بمنظمة اليونسكوا.

الموقع الخاص بمنظمة الألسكوا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعريف التراث :

التراث في معاجم اللغة العربية هو ما ورثناه عن الأجداد و أصلها " ورث " يقول إبن منظور بلسان العرب " ورثه ماله و مجده " ، و قال الله تعالى حين أخبر زكرياء و دعائه إياه : " ربي هيلي من لدنك و ليا يرثني و يرث من ال يعقوب" .

و عليه  كي تكون من لغة العربية كلمة مرادفة من الفولكور فهو من تراث شعبي من عادات الناس و تقاليدهم وما يعبرون عنه من أراء و أفكار و مشاعر يتناقلونها جيل عن جيل و يتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية والأساطير، و يشمل التراث أيضا على الفنون و الحرف و أنواع الرقص و اللهو ، والأغاني و الحكايات الشعبية للأطفال و الأمثال و الألغاز ، الأحاجي و الأعياد الدينية فتفسير التراث هو نشاط تعليمي يهدف إلى كشف العالم و العلاقات من خلال إستخدامها الأشياء الأصلية عن طريق التجربة و المصادر ، بدلا من مجرد توصيل معلومات واقعية .

أنواع التراث و أشكاله :

1- الحضاري : و هو يشمل ما خلفه لنا الإسلام من تراث حضاري قديم مثل الآثار بكل أنواعها و يشمل التراث البابلي " حدائق بابل المعلقة " و التراث السوماري والأشوري لكل عاداتها من مسكوكات و أواني و رسوم و نقوش و ما يسمى بأثار القديمة .

2- القومي : هو التراث الذي يشمل فترة زمنية التي ظهرت فيها القوميات بأشكالها كافة و أحدث نظام معين و حافظت عليه و ظهرت على إثرها الأمم و القوميات وظهرت في فترة القوميات الرومانية و الفارسية و الإغريقية و العربية و اتخذت لها اشكال قومية مستقلة لغة و وطنا و شعبا.

مصادر التراث :

إن ما خلفه الاقدمون من مصادر مكتوبة هي من أهم مجال لدراسة الباحث عن التراث يليها كتب الرجالة العرب و الكتب و المخطوطات كلها تعطي صورة متكاملة لمختلف جوانب الحياة التي إندترث لكن حياة البشر اليومية أملر لا يمكن إغفاله فقد إنتقلت إلى ثقافة معاصرة ، كل تجارب المجتمعات السابقة و يميل بعض الباحثين على إعتبار تراث ظاهرة ثقافية توقفت على التطور و في إطا ما عرفه العالم العربي بشكل خاص في هذا المجال إذ علينا أن لا نغفل عن عن دور العلماء العرب الأقدمين أمثال الجاحضة الذي كتب عن الحياة العامة في عصره و كتاب "البخلاء" خير شاهد على ذلك و كذلك إبن المقفع  سنة 759 ه بكتابه و كتاب الأغاني لأبي لفرج الأصفهاني ، و إبن خلدون المعروف بمقدمته الشهيرة تظم كل الأساطير والحكايات .

 

 

إستخداماته :

تستخدم مواد التراث الشعبي والحياة الشعبية في إعادة بناء فترات تاريخية الغابرة للأمم و الشعوب و التي لا يوجد لها إلى شواهد ضئيلة و متفرقة و تستخدم أيضا لإبراز الهوية الوطنية و القومية و لكشف عن ملامحها .

التراث و المؤتورات التراثية بشكلها و مضمونها أصلية إلا أن فروعها تتطور و تتوسع مع مرور الزمن و بنسب مختلفة و ذلك بفعل التراكم الثقافي و الحضاري و تبادل التأثر و التأثير مع الثقافات و الحضارات الأخرى و عناصر التغيير في الظروف الذاتية و يتنوع التراث بإختلاف ما تحمله جذور الشجرة و هو بمثابة مادون من تراث و إن لم يمكن هناك تراث ستصير شجرة مضمحلة حبست عنها الأملاح المعدنية و سوف تشل و تظمحل ، و قد تحمل الجذور و الماء فتتناقله مكونات شجرة ليشرب واحد تلو الأخر و يشرب كل سلف و يسلم الماء لخلقه شأن   تتوارثه الأجيال أبا عن جد بتراث شفوي كأمثال شعبية و حكايات هادفة .... إلخ .

فمن رفض الماء و حبسه عن نفسه فسيجف من محتواه ثم ينقطع عن سياق حظارته فيسقط من أعلى الشجرة على سطح الأرض .

في جانب أخر يلاحظ جريان سلوكيات في عروق كل شجرة و هو تراث سلوكي يمثل بالهواء الذي يبث الحياة في الشجرة فهو يلتسق بها إلتساق السلوك بالإنساني و كما أنها تتحرك بحركة حينما يدغدها نسيمه العليل ، أما ما خلفه الأجداد من أخبار كالحصون و السيوف ... مما شهد على أمجاد أمتنا العظيمة فهو بمثابة التربة التي تركتها الكائنات الأخرى بعد مماتها لكي تستفيد منها الشجرة إلى أن تصبح قادرة على تكوين المادة العضوية بنفسها .

و لا حضارة بلا تراث لأنها سوف تصير حضارة طفيلية من تراث اخر دون تراثها شأنها شأن طفيليات التي تتغدى على ما تنتجه الأشجار فما إن تحسيه عنها قوتها حتى تتذكر بل يحبس أن تكون الحضارة أصلية لا تبعية عندها مستقلة تملك جذورها العميقة .

المعتقدات و المعارف الشعبية :

تشكل مجموعة أفكار إجتماعية موازية للدين كله و تقتر منه بدرجات و تبتعد عنه بدرجة تماثلة و احيانا تأخذ جزئية من الدين و تظخمها أو تلونها بلون خاص و نجرتها عن معناها و جوهرها الديني الرسمي و تنتقلها إلى عوالم خرافية شبه أسطورية فهي تغطي مختلف جوانب الحياة و نظرة الإنسان إلى الوجود و كل ما يحيط به و يتأثر به ، أما المعارف الشعبية فهي مجموعة خيرات و المعارف التي توصل إليها الشعب عبر تاريخه الطويل و توارثها الأجيال و تطورت فيها بسبب ظروفها و بيئتها المتنوعة و أساليب عيشها المختلفة من بيئة إلى لبيئة فالجبلية و السهلية و السحراوية و حتى البيئة الواحدة بين من يختلف الرعي و يختلف الصيد من يحترف الفلاحة أو غير ذلك فالمعارف الشعبية في دائرة متنامية الإتساع في إستمرار تبدأ بخطوة و يسقط لتبدأ الدوائر المعرفية بالتوالد و التوسع تفتح كل منها طريق لغيرها مما يجعل التوارث و التطور مستمرين عبر الزمن ، و قد شغل العلماء لتصنيف المعتقدات و المعارف الشعبية لتسهيل أرشفتها ودراستها منها مايلي :

- نشأة الكون ( خلق السماء و الأرض و ما بينهما )

- الطوفان .

- الكائنات فوق طبيعة الإنسان ، الأولياء ، الحيوانات الطيور ن الحشرات ، النباتات ، السحر ، الأحلام الأماكن الإتجاهات ، الأحجار و المعادن الأعداد الأرقام الأوائل ، الأواخر ، الطهارة و النجاسة الألوان النظرية إلى العمل .

العادات و التقاليد الشعبية :

العادة الشعبية سلوك مما عين عام متكرر يمارسه مجتمع ما في منطقه ما أو أكثر بحاجة ما أمنية أو سحرية أو ترفيهية في بيئة ما لتأثير أفكار إعتقادية غالبة ، ربما لتأثير الأفكار المعرفية و الغعتقادية معا ، أما التقويم فتكون بداية غالبا يعمل مبتكر و فكرة مبتكرة  من أحد من طغات الشعبيين أو العرفيين أو فرسان أو جواد و تنقدسم العادات و التقاليد الشعبية إلى أقسام فرعية عديدة كل قسم ينقسم إلى مواضيع أكثر تفرعا أمثلة منها : عادات الميلاد تتفرع إلى : الحمل – الوضع – نفساء – الوليد – رضاعة الوليد – تسمية الوليد – نشأة الطفل " الختان" – البلوغ .

عادات الزواج :

- الخطبة ، خاتم الخطبة ، التلبيسة ، علاقة الخاطبين ، جهاز العروس ، ليلة الحناء ، تزيين العروس ، كتاب الكاتب ، الزفة ، الدخلة ، الصبيحة ، الحمام ، سن الزواج ، زواج الأقارب ، الحياة بعد الزواج ، الطلاق .

عادات الموت :

- إستعداد الإنسان إلى الموت ، علامات الموت ، سلوك المحتظر       و المحيطين به ، الإستعداد للدفن ، إعلان الوفاة ، تجهيز الدفن ، العزاء ، الحداد ، زيارة القبور ، صدقات الرحمة .

الأعياد و المناسبات الإسلامية :

- رأس السنة الهجري ، أوائل الشهور العربية ، عاشوراء ، المولد النبوي ، الجمعة ، رجب ، الإسراء و المعراج ، نصف شعبان ، إحتفال رمضان ، عيد الفطر ، عيد الأضحى ...

الأعياد و المناسبات المسيحية : عيد الصليب ، رأس السنة الميلادية ، عيد الفصح ، الأعياد الطبيعية ، المناسبات العامة ، النيروز ، كسوف الشمس ، خسوف القمر ، المراسيم الزراعية ، مواسم الحصاد ، القطاف ...

العادات اليومية :

عادات الإستيقاض ، عادات الصباح ، الذهاب إلى العمل ، العودة من العمل ، عادات الظهيرة ، القيلولة ، عادات المساء ، عادات الشهر  الذهاب إى الفراش ، تنظيف الأواني ، غسل الملابس .

 العلاقات الأسرية :

 مكانة الأب ، مكانة الأخ ، مكانة زوجة الأب ، كانة الحماة ،مكانة الأخ ، و الأخت مكانة الخال ، مكانة البنت ، مكانة العم و الجد الكبير و الصغير و العلاقات الأسرية القريبة و البعيدة ، الأسرة الكبيرة و الصغيرة .

الأدب و السلوك : السلوك الحسن ، السيء ، التعبير عن الأشياء ، أداب التقبيل ، أداب الحديث ، التحية ، الزيارة ، المظهر الخارجي ، الجيران ، اللائق و الغير اللائق ، إحتلرام المواعيد ، اداب الأماكن العامة  ، اداب الشراء ، اداب البيع ن التعريف بالشخصية ، إختلاط الجنسية ، ، أداب الطفولة ، الفرد و المجتمع و أداب المائدة .

عادات الطعام :

الوجبات و المواعيد ، الخبز و الحبوب و البقول ، اللحوم ، لحم الطير ،الأسماك ، البيض السلطات ، و المخللات ، أكلات المناسبات ، الشاي و القهوة الأكلات الغير شائعة .

 

الأسواق الشعبية :

الأسواق العامة ، الأسبوعية ، المتخصصة ، تاريخية ، البيع و الشراء ، أدوات الكيل ، القياس ، عرض البضائع .

عادات و تقاليد إقليم توات في الجزائر :

يعد هذا الإقليم ملتقى الثقافات و الحضارات المختلفة حيث يشكل التراث الشعبي الشفوي بالمطقة كشكولا خليط متكامل من الفنون الشعبية و ذلك حسب تنوع الأقاليم:

توات الوسطى ، قورارة، تيديكلت ، تينزروفت ، منها ما هو عام بين مجموع الأقاليم مثل البارود و غيرها و منها ما هو عام خاص بكل إقليم كما هو شأن أهليي الذي تشتهر به قورارة و كما تشنهر منطقة ثواث الصغرى بإيقاع الإيشو و غيرها من الطبوع الأخرى .

تقام هذه الطبوع الفنية في العديد من المناسبات منها الدينية و الإجتماعية و الأعراس و الحفلات و الختان الجماعي ، وقت الحصاد ، زيارات ، و حتى في الماثم و يعتبر الرقص و الغناء و التهليل عند أهل ثواث وسيلة لتخفيف عبئ الطبيعة و العمل خاصة و أنهم يعتمدون في كسب رزقهم على الجهد العضلي في الفلاحة و حفر الابار و غالبا ما يرتقي بهذا الفن حد التصرف فالفنون الثواثية لها مواسيمها سواء إجتماعية أو العقدية خاصة و أنها مرتبطة بطبيعة الإنسان و بيئته و هو ما جعل معضم الطبول و الرقصات مخصصة بمواسيم معينة ومن الطبوع الفنية الأكثر حظورا في يوميات الناس و فرحهم ، حزنهم زعرهم و حصادهم ، الإهليل ، الحضرة ، الطبل ، ، الزمار ، التندي و حق الغناء و الموسيقى المعاصرة.

إيقاع أهليل :

تشتهر به منطقة تيميمون ، شروين مند القديم أين كان يطلق عليه إسم ازنون ومن بعد الإسم الحالي أهليل ، و هو نوع من أنواع الغناء الامازيغي تطلق باللهجة الزناتية  ، إحتفضت به تيميمون و أشعاره اليزوفت ، و هي طائفة من الأدعية و التوسلات و بعض قصائد الغزل و كلام في الحب و يذهب الاخرون إلى أن الكلمة جاءت التهليل "الله" و هي عبارة لا إله إلا الله  و هو موروث غنائي تمتاز به صحراء الجزائر حيث تتناول كلماته المغنات سير الصحابة الأولياء الصالحين ، و ما جعل أحد المختصين يعتبر مهد الغناء الصوفي المشلهم من الطريقتين التجارية و القادرية التي إنتشرت في الجزائر و منطقة المغرب العربي ، وقد صنفته أخيرا منظمة يونيسكو كثراث عالمي لا مادي يشترك في أدائه النساء و الرجال و هو واقفون و يتوسط الحلقة مقدم الحلقة مرددين نفس الكلمات مع مرافقتها بالتسفيق الذي يتلاءم مع الألحان الذي يحكم بحركات أجسامهم و يعرض على مراحل في سهرة الواحدة .

 

 

المرحلة الأولى :

"المسرح" يتميز بالسلطة في ألحانه و حفة الإيقاع لأنها مرحلة مخصصة لتعليم الناس كل ما يرتبط بالدين و المشاريع و طرق صوفية عن طريق إلقاء قصائد الدينية و يمكن من الشباب الهوات الدخول إلى حلقة أهليل .

المرحلة الثانية :

 " الأوقروتي" و تخصص هذه المرحلة في إسترجاع الذكريات الجميلة و كل ماثر المنطقة و يقوت الحلقة في الأخير الشيوخ لينسحب المبتدئين منها و تسمى هذه الفترة بالهدار .

المرحلة الثالثة :

"إيلاتزن" تمتد هذه الفترة مع إقتراب الفجر وهذه دلالة على إسمها المأخوذ من" إيترام" و المقصود بها النجوم . و يستغرق في هذه المرحلة بالاستغفار و التذكير بالاخرة و الدعاء و نحوه .

الحضرة : ( نوع إيقاع)

و هو نوع من الفنون المأخوذة من النصوص و في حذ ذاته مصطلح صوفي أخذ تسميته من دخول هؤلاء الاتباع و المريدين في أحبائهم لبعض مدائح الذكر عن طريق الحضرة الإلهية و هي رقصة دينية صوفية زهدية تحت قصائدها على عبادة الله و طاعة الرسول (ص) .

الطبل :

و هو إيقاع قائم في أساسياته على الطبل مصنوع من جلد الخروف ، يتم تأديته في شكل صفوف متلائمة و متوازية لتبدأ ترديد الأبيات و القصائد الغزلية و الوصفية من طرف الفنان أولا لتردد صعيده المجموعة و تستمر لغاية استكمال القصيدة على أوتار خفيفة ليتغير من الخفيف إلى الثقيل يتقاطع فيه التسفيق و الأداء الجماعي جنبا إلى جنب .

الزمار :

و تشتهر به كثيرا منطقة توات حيث يستخدم في العديد من المناسبات و هو عبارة عن ابة موسيقية مصنوعة من قصب السكر المجوف مثقبة بأماكن بإنتضام حيث يقوم اداءه على إدخال الهواء و خروجه من مستوى الثقوب و أطلقت عليه هذه التسمية نسبة إلى الة رضار ، و للتذكير فإن منطقة ثوات و قورارة فيها العديد من النشاطات و الاحتفالات التي تمارس فيها مختلف هذه الطبوع التي تطرقنا لها و أخرى مثل البارود و العاشوراء

و غيرها على غرار المولد النبوي الشريف المعروف بمنطقة تيميمون بالسبوع الذي تكثف له التحضيرات من شهور قبل لتبقى الروتوشات الأخيرة بأيام قليلة قبل الإحتفال .