Semestre 6

محاضرات خاصة بمقياس المكتبات الرقمية

هذا المقياس سداسي ضمن البرنامج المخصص لطلبة السنة الثالثة ليسانس علم المكتبات

من إعداد الأستاذة د.خرفي خليصة

 

 

 

 

إن العديد من المفاهيم والتعريفات والمسميات العصرية ظهرت للمكتبة الرقمية وهى مسميات متداخلة الى حد كبير و قد خلقت ما يعرف بمشكلة المصطلحات ومن هذه المسميات نجد :

- المكتبة الالكترونية electronic library.

- المكتبة المنهجية hybrid library .

- المكتبة الافتراضية virtual library .

- مكتبة المستقبل library of future .

- المكتبة الرقمية digital library .

- مكتبة بدون جدران lib. Without wall .

- البوابات portals cybrary.

المكتبة التقليدية Traditional Library :

      هي بناية أو غرفة أو مجموعة غرف تحتوى على مجموعة كتب ومواد مكتبية أخرى تنظم وترتب وفق نظام معين و تحفظ بها للقراءة والمطالعة ( 1 ) .

المكتبة المهيبرة أو المهجنة Hybrid Library :

هي المكتبة التي تحتوي على مصادر معلومات بأشكال مختلفة منها التقليدية والإلكترونية ( 2 )  .

المكتبة الإلكترونية Electronic Library :

      هي المكتبة التي تتكون مقتنياتها من مصادر المعلومات الالكترونية المختزنة على الأقراص المرنة (Floppy  ) أو المتراصة (CD – ROM  ) أو المتوافرة من خلال البحث بالاتصال المباشر  ( Online ) أو عبر الشبكات كالانترنت ( 3 ) .

وقد عرف المعهد الدولى للمكتبة الالكترونية بجامعة "دى مونفورك" مصطلح المكتبة الالكترونية كمرادف لمصطلح المكتبة الرقمية المستخدم بالولايات المتحدة بانه "مجموعة منظمة من الوسائط فى شكل رقمى مصممة لخدمة فئة محددة من المستفيدين وتيسر بنيتها الوصول لمحتوياتها , ومجهزه بوسائل وادوات الملاحة فى شبكة المعلومات العالمية" , ثم تطرق الدكتور "عماد عيسى " فى كتابة المكتبات الرقمية الى الحديث عن (المكتبات الافتراضية , التخيلية) وقد ذكر انها من المصطلحات التى ظهرت فى ادبيات التخصص وثنايا تساؤلات عده حول الدلاله والتطبيق .

المكتبة الافتراضية Virtual Library :

    يشير هذا المصطلح إلى المكتبات التي توفر مداخل أو نقاط وصول إلى المعلومات الرقمية وذلك باستخدام العديد من الشبكات ومنها شبكة الانترنت ، وهذا المصطلح قد يكون مرادفا للمكتبات الرقمية وفقا لما تراه المؤسسة الوطنية للعلوم وجمعية المكتبات البحثية في الولايات المتحدة الأمريكية ( 4 ) .

·       كما أن  هذا المصطلح يشير الى المكتبات التى توفر مداخل او نقاط وصول الى المعلومات الرقمية وذلك باستخدام العديد من الشبكات ومنها شبكة للانترنت العلمية.

          أما الاستاذه "مسفرة الختعمى" كانت لها وجهة نظر أخرى في حل هذا التداخل فقد ذكرت عدة مصطلحات تتعلق بالمكتبات والتي تدخل في هذا التداخل بين المصطلحات ولكنها قامت بتعريف المصطلحات الأكثر شيوعاً فعرفت:

1-المكتبات الرقمية : Digital library

بانها المكتبة التي تملك مصادر تقليدية مطبوعة بغض النظر عن ان تكون متاحة على الانترنت أو لا .

2- المكتبات الافتراضية (التخيلية).

وهى مكتبة موجودة على الانترنت وليس لها مكان فى الواقع .

3- المكتبة الالكترونية electronic library

هي مكتبة عكس الافتراضية لها وقع على الانترنت ومكان فى الواقع .

تعريفات المكتبة الرقمية:

-       يعرفها اتحاد المكتبات الرقمية على أنها " مؤسسات توفر الموارد المعلوماتية بما فيها الكادر المتخصص لاختيار وبناء وإتاحة المجموعات الرقمية ومعالجتها وتوزيعها وحفظها وضمان استمراريتها وانسيابها وتوفيرها بطريقة سهلة واقتصادية لجمهور المستفيدين .
- يعرفها قاموس مصطلحات علم المكتبات والمعلومات على أنها " مكتبة تحتوي على نسبة كبيرة من المصادر في شكل رقمي بالتوازي مع المصادر المطبوعة أو الميكروفيلمية .
- المكتبات الرقمية " ما هي إلا أشكال حديثة مننظم استرجاع المعلومات أو نظم المعلومات التي تدعم إنتاج المحتوى الرقمي والإفادةمنه والبحث فيه.
-. المكتبات الرقمية هي" مجموعة التقنيات والأدوات والمصادر والإجراءات ذات الصلة بإدارة المحتوى في بيئة المعلومات الإلكترونية.
- معجم أودليس الإلكتروني يعرف المكتبة الرقمية بقوله " مكتبة بها مجموعة لا بأسبها من المصادر المتاحة في شكل مقروء آليًا في مقابل كل من المواد المطبوعة ورقياأو فيلميًا ، ويتم الوصول إليها عبر الحاسبات. وهذا المحتوى الرقمي يمكنالاحتفاظ به محليًا أو إتاحته عن بعد عن طريق شبكات الحاسبات.

-       ـ يقترح أحد الباحثين (د. عماد عيسى ) التعريف التالي للمكتبة الرقمية:
" المكتبة الرقمية هي تلك المكتبة التي تتجه سياستها نحو زيادة رصيدها من المصادر الرقمية ، سواء المنتجة أصلاً في شكل رقمي أو التي تم تحويلها إلى الشكل الرقمي ( المرقمنة ) وتتم عمليات ضبطها ببليوجرافيا وتنظيمها وصيانتها باستخدام نظام آلي متكامل ، يتيح أدوات وأساليب بحث واسترجاع لمختلف أنواع مصادرها ، سواء على مستوى بدائل الوثائق أو الوثائق نفسها ، ويتاح الولوج إلى مستودعاتها الداخلية والخارجية والاستفادة من خدماتها عن طريق شبكة حاسبات ، سواء أكانت حلية أو موسوعة أو عبر شبكة الانترنت .
- يقترح باحث آخر (د. هاشم فرحات ) التعريف التالي :
المكتبة الرقمية هي : " مكتبة تقوم على توفير مصادر المعلومات الرقمية بأشكالها وفئاتها كافة ، والعمل على تنظيم هذه المصادر وتهيئة سبل بحثها واسترجاعها وتصفحها، وإدارتها، وحفظها ، وتقديم خدمات المعلومات المتطورة لمجتمع محدد من المستفيدين على مدار الساعة بصرف النظر عن أماكن وجودهم ،وذلك من خلال تدبير آليات الدخول إليها سواء عبر شبكة معلومات محلية أو موسعة ".

·       وهناك العديد من التعريفات الأخرى والتى تتناول وجهات نظر واراء مختلفة , ولكننا يمكن ان نلخص الاتجاهات المختلفة لتعريف المكتبة الرقمية .

الاولى: تفترض ان كل ما تحتوية المكتبة الرقمية ينبغى أن يكون فى شكل رقمى مما يعنى ان جميع المجموعات فى شكل رقمى , وليس هناك مبنى وان كل العمليات والاجراءات تتم من خلال عالم افتراضى , عبر شبكات حاسب الى موزعه عالميا.

الثانية : تشير الى ان المكتبة الرقمية تحتوى على جميع اشكال التحسيب فى المكتبات التقليدية , وبناء عليه يمكن لتلك المكتبات ان تحتوى على مجموعات مادية تقليدية ورقمية على حد سواء . بينما تتحول أساليب بحث المجموعات إلى شكل الكتروني .

وفى النهاية نود أن نقول أن القضية مازالت قائمة وستظل قائمة لأنه من الصعب الوقوف على تعريف محدد خاص المكتبة الرقمية يتفق عليه جميع المتخصصين المرتبطين من قريب او من بعيد ؛ ويرجع ذلك إلى تنوع وتباين وجهات النظر المعالجة لهذه الإشكالية حيث أن تلك التعريفات المتنوعة للمكتبات الرقمية معطاة في الأساس بواسطة العديد من المتخصصين والهيئات والمنظمات كل منهم يرى مفهوم المكتبة الرقمية من منظور تخصصه سواء فان العام أو الخاص.

المحاضرة الثانية:أسباب إنشاء المكتبة الرقمية

      إن طبيعة المستفيد الحالي  يحتاج إلى معلومات سريعة وشاملة ودقيقة ، إذ أصبحت الطرق التقليدية باللجوء إلى المكتبة والمصادر الورقية عاجزة عن تلبية وتأمين المعلومات للمستفيد، حيث مكنت تكنولوجيا المعلومات بمختلف أنواعها وتفاعلاتها، كالحواسيب والاتصالات والتصوير الرقمي والفيديو، من تطوير وتحسين بث المعلومات الوثائقية ونشر المعارف وإيصالها إلى المستفيدين في بيوتهم وأماكن عملهم بأقل جهد وأسرع وقت ، لذا فان ما تتيحه الحواسيب والتكنولوجيات المصاحبة لها في إيصال كل أنواع المعلومات وبثها أو نشرها إلكترونياً توفر على المستفيدين الوقت والجهد والشمولية والدقة فيما يحتاجون إليه من معلومات .

وتعد المكتبة الرقمية من بين مظاهر التكنولوجيا الحديثة .

1- أسباب ومبررات إنشاء المكتبة الرقمية

-       ازدياد كلفة التعامل مع أوعية المعلومات التقليدية.

-تطوير أساليب التعليم وخصوصا التعليم عن بعد مما اسـتوجب تطـوير تقـديم الخـدمات المعلوماتية.

- النقص الحاد في ميزانيات المكتبات المخصصة لتأمين أوعية المعلومات وإدارتها

- توفير الوقت والجهود للعاملين في المكتبات.

- إمكانية توفير الخدمة إلى أعداد كبيرة من المستفيدين بأقل تكلفة

. • انتشار تقنيات المعلومات والاتصالات وتوفرها في المكتبات. •

-       سهولة تداول المواد الإلكترونية.

- حرص المكتبات على تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين

. - ازدياد كميات المعلومات بأشكالها الإلكترونية. •

-        زيادة الوعي بالتقنيات المعلوماتية من قبل العاملين في المكتبات

.-  عدم قدرة المكتبات التقليدية خدمة المستفيدين البعيدين عن محيط المكتبة.

-     عدم قدرة المكتبات التقليدية على فتح أبوابها في جميع الأوقات لخدمة المستفيدين خصوصـا الملتحقين ببرامج التعليم عن بعد.

إضافة إلى ما سبق يجب أن نعرف أن إنشاء المكتبات الرقمية ليس هدفا في حد ذاته، وإنما هي أداة رئيسة تعمل على توصيل المحتوى لأجل أغراض البحث العلمي، والعمل التجاري والحفاظ على التراث الثقافي والتعريف به . ومن ثم فإن المكتبات الرقمية تفيد في المجالات التالية:

-    إدارة مصادر المعلومات الرقمية

-    التجارة الإلكترونية

-    النشر الإلكتروني

 

 

المحاضرة الثالثة :خصائص ومزايا المكتبة الرقمية:

- حيادية الموقع: تمتاز المكتبة الرقمية بأنها متوفرة للمستفيد في أي وقت ومن أي مكان يتوفر فيه حاسوب مرتبط بشبكة.

- تهيئة الدخول المفتوح: لا يمكن أن نصف أي مجموعات معلوماتية رقمية بأنها مكتبة رقمية ما لم تكن مفتوحة أما للعامة أو لجمهورها التي تحدده هي. كما يتوجب توفر خصائص البحث والتصفح حتى تسمى مكتبة رقمية؛

- مصادر معلومات متنوعة: تتميز المكتبة الرقمية باحتوائها على مصادر المعلومات المختلفة فلا تكتفي بالمعلومات الببليوجرافية أو النصية بل تشمل كل مكونات المعلومات ومصادرها على اختلاف أشكالها؛

- المشاركة في المصادر : تتبنى المكتبات الرقمية تعزيز مفهوم المشاركة في المصادر الذي تؤمن به أيضا المكتبات التقليدية.

- حداثة المعلومات: لا فرق بين إنتاج المعلومة وإتاحتها في المكتبة الرقمية، ولذلك فإن المعلومات حديثة جدا.

- دائمة الإتاحة: تقضي المكتبة الرقمية على مشكلات ساعات العمل التي تؤرق المكتبيين التقليديين والمستفيدين التقليديين على حد سواء، وذلك بتبنيها مفهوم 24-7 ،أي أربعة وعشرون ساعة يوميا– سبعة أيام في الأسبوع

 

 

 

 

 

جدول يوضح الفرق بين المكتبات الرقمية والتقليدية

 

المحاضرة الرابعة: متطلبات  المكتبات الرقمية

من أهم متطلبات إنشاء المكتبة الرقمية ما يلي:

أولاً:المتطلبات  التقنية

يقصد بالاحتياجات التقنية البرامج والتقنيات المستخدمة في المكتبات الرقمية، ويمكن تلخيص هذه المتطلبات التقنية فيما يلي : -

1.     الأجهزة والمعدات Hardwareالتي سيتم عن طريقها تحويل المصادر التقليدية إلى الشكل الرقمي.

2. البرمجيات الخاصة بعمليات تكويد مصادر المعلومات في الشكل الرقمي، وكذلك بروتوكولات Protocols الربط بين أجزاء المكتبة الرقمية، المتصفحات Browsersوبرامج استرجاع الوثائق والبيانات من المكتبة الرقمية.

3. شبكات الاتصال  والتي لابد أن تكون بقدرات عالية وكفاءة وسرعة فائقة.

4. قواعد البيانات Data Bases التي تختزن فيها النصوص الكاملة للوثائق ومصادر المعلومات، ولابد أن تكون هذه القواعد قادرة على استيعاب كافة أشكال المصادر الرقمية .

5- . وسائط التخزين لمصادر المعلومات، والتحقق من مدى قدرتها على الاستيعاب لما قد يزيد من المصادر الرقمية وارتباطاتها في المستقبل القريب والبعيد، ومدى قدرات التخزين الاحتياطية لهذه الوسائط.

9. واجهات الاستخدام للمستفيدين  والتي يجب أن يتم مراعاة المواصفات العالمية في تصميمها.

ثانياً: المتطلبات  المادية

لعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن الاحتياجات المادية من توافر الميزانيات المالية هي واحدة من أهم عوامل قيام المشروعات بصفة عامة، والمكتبات الرقمية بصفة خاصة، فلابد من توافر الموارد المالية اللازمة لقيام المكتبات الرقمية،

ثالثاً: المتطلبات  البشرية Digital Librarian

يعد العنصر البشري من العناصر الهامة في قيام أي مشروع، ويمكن أن نلخص ما يجب أن يتحلى به أخصائي المكتبات والمعلومات الذي سيعمل في المكتبة الرقمية في عدة نقاط نبرز أهمها فيما يلي : -

1. المعرفة التخصصية في علم المكتبات والمعلومات، وهو كما قلنا ركيزة أساسية لأي شخص يعمل في مجال المكتبات عموماً تقليدياً كان أم رقمياً.

2. أن يكون الشخص مؤهلاً تأهيلاً علمياً عالياً، وذلك حتى يتسنى له مواجهة ما يمكن أن يواجهه في بيئة عمله من جهد عقلي، وإدراكه لمدى أهمية المكان الذي يعمل به.

3. المتابعة والتجديد، حيث يجب أن يكون المكتبي الذي يعمل في البيئة الرقمية أن يكون متابعاً لكل جديد في مجال تخصصه وكذلك في مجال تكنولوجيا الاتصالات وعلوم المعلومات، وكل ما هو حديث في مجاله.

4. التعليم المستمر: فيجب أن يكون هناك نوع من التعليم المستمر للمكتبيين العاملين في مجال المكتبات الرقمية وذلك عن طريق الدورات التدريبية والتقنية المستمرة في مجالات التقانة والتكنولوجيا وعلوم المكتبات والمعلومات، وهذه النقطة بالطبع ملقاةً على عاتق المؤسسات الحاضنة لمثل هذه المكتبات.

5. التدريب العملي المستمر للعاملين: حيث يحتاج المكتبيون العاملون في المكتبات الرقمية إلى نوع من التدريب المستمر والمنظم حتى يكونوا على دراية دائمة ومتجددة بالحديث في مجال التخصص.

ثالثاً- المتطلبات القانونية والحاجة إلى المعايير

دائماً ما توجد الحاجة إلى وجود المعايير وقوانين لتنظيم العمل وأسلوبه في أي مشروع،

إذ يتعين على المكتبة عند تحويل موادها النصية من تقارير و بحوث و مقالات و غيرها إلى أشكال يمكن قراءتها آليا الحصول على إذن خاص من صاحب الحق عملا بقوانين حقوق الطبع و الحماية الفكرية.

المحاضرة الخامسة:وظائف المكتبات الرقمية

 إضافة إلى ماتم التطرق إليه خلال المحاضرة السابقة  الخاصة بوظائف المكتبة الرقمية هذه بعض الوظائف التي يمكن القول أنها فصلت أكثر في ما يخص هذه النقطة.

1-             وظيفة الانتقاء واقتناء المواد الرقمية

تتمثل الوظيفة التقليدية في اقتناء أوعية المعلومات حسب حاجات المستفيدين، ومن معايير الاقتناء يمكن الإشارة إلى الجودة والتكلفة. إلا أنه مع ظهور الإنترنت طرحت مشكلة كيفية التعرف إلى الجمهور وملامحه واختيار الموارد المناسبة له.

فهذا الجمهور غير معروف بشكل جيد لأنه يحصل على خدمات المعلومات عن بعد؛ لذا يتعين على المكتبات القيام بدراسات ميدانية للتعرف إلى المستفيدين الذين يدخلون موقع المكتبة على شبكة الويب (عدد الزيارات ونشاطهم والمعلومات التي يطلبونها

بالنسبة لاختيار المصادر تقوم المكتبة بتعويض المصادر التقليدية (الورق أو أقراص مدمجة) بمصادر على الخط، كما تتولى الإعلام بالمصادر الإلكترونية المهمة عن طريق موقع المكتبة، ويتم ذلك بواسطة ما يسمى "ترصد المواقع" أو اليقظة المعلوماتية؛ ويعني ذلك السهر الدائم لملاحقة هذه الموارد الإلكترونية سواء ما يظهر من موارد جديدة أو ما يطرأ على القائم منها من تطورات.

2-             وظيفة فهرسة المصادر :

للتعريف بمصادر المعلومات العامة لدى المستفيدين والمتوافرة على الإنترنت، تقوم المكتبات الرقمية بفهرستها ووضعها في صفحات الروابط links،وهناك تجارب حالية مهمة في مجال فهرسة هذه المصادر من بينها المشروع التعاوني لفهرسة الموارد OCLC الذي يسمح بفهرسة الموارد على شكل مارك Marc ودبلن كور Core Dublin وباستخدام قائمة رؤوس موضوعات مكتبة الكونجرس.

3-             وظيفة الاتصال وإدارة حقوق الملكية الفكرية:

يهتم مختص المعلومات أيضا بحقوق الوصول إلى الموارد الإلكترونية التي تتيحها مؤسسة المعلومات للمستفيدين سواء كانت في شكل أقراص مدمجة أو موارد متاحة على الويب

 ( توقيع عقود مع الناشرين والموزعين)

4-             إنتاج الموارد الإلكترونية وإتاحتها:

تقوم المكتبة بوظيفة النشر أي رقمنة الأوعية الورقية المتوفرة لديها (خاصة الرسائل الجامعية والكتب التي لا تخضع لحقوق التأليف المالي) ووضعها على ذمة المستفيدين. ويكون مختص المعلومات بذلك قد تحول إلى ناشر يتابع عملية الرقمنة، فيختار النصوص التي سيمسحها ويراعي جوانب الملكية الفكرية الخاصة بكل وثيقة وسبل إتاحتها.

 

5-             حفظ الموارد الرقمية:

كما تقوم المكتبة الرقمية بحفظ الموارد الرقمية باعتبار المخاطر التي تتعرض لها، ويمكن أن تتسبب في ضياعها. فالأوعية الرقمية باتت تتأثر بالتطور التقني والتغيير السريع للتجهيزات الإلكترونية وخاصة نوعيات الحواسيب والبرمجيات التي تظهر في طبعات متطورة من حين لآخر. ونتج عن ذلك أن بعض النصوص الرقمية بدأت تختفي؛ لأنه لم يعد بالإمكان قراءته،ا بسبب تغير طرق الترميز وظهور معايير جديدة للتعرف إلى الرموز. لذلك فإن مختص المعلومات مدعو لإعادة تسجيل المعلومات الرقمية بصفة منتظمة على أوعية جديدة ووفقا لآخر نسخة من البرمجيات حتى تبقى هذه البيانات مقروءة.

 المحاضرة السادسة: أخصائي المعلومات والبيئة الرقمية

تمهيد

أحدثت الثورة التكنولوجية تغييرات عديدة في مختلف نواحي الحياة ،وكان لها تأثير كبير على كل المجالات والمؤسسات خاصة مؤسسات المعلومات منها المكتبات ومراكز الأرشيف،فلم تعد هذه الأخيرة  أماكن ومخازن لحفظ ومعالجة الوثائق والكتب الورقية بل فاقت هذه الممارسات التقليدية،لتصبح مؤسسات معلوماتية تستقطب في ظل اعتمادها تكنولوجيا الإعلام والاتصال في وظائفها وخدماتها اهتمام الباحثين بمختلف درجاتهم العلمية.

وفي ظل هذه المفاهيم الجديدة تغيرت مهام ووظائف كل من يعمل في هذه المؤسسات سواء كان مكتبي أو وثائقي ليطلق عليه تسمية أخصائي المعلومات تزامنا مع التطورات التكنولوجية  التي نعيشها الآن ،ومنه أصبحت مهنة أخصائي المعلومات مرموقة وسط ما يعرف بالبيئة الرقمية ومجتمع المعلومات الذي يعني المجتمع الذي يوظف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كل نشاطاته الاجتماعية ،السياسية ،الاقتصادية والثقافية.

1-            تعريف البيئة الرقمية :

    يمكن أن نعرف البيئة الرقمية والتي يطلق عليها البعض بالبيئة التكنولوجية، بأنها مجموعة من العناصر متفاوتة المهام والاختصاصات والدرجات الوظيفية والقناعات والكفاءات العلمية المتفاعلة  فيما بينها وفق منظومة لإنجاز مهام محددة ،وبعبارات أخرى فإن البيئة الرقمية هي نتيجة لتطبيقات التكنولوجية المختلفة في المؤسسات وتفاعل الإنسان ومدى تقبله للتغيرات التكنولوجية الجديدة

البيئة الرقمية عبارة عن مزيج من الأنشطة والخدمات، التي تكتسي طابعا رقميا تبعا للوسائل والإمكانات المتاحة، وتتفاعل فيها العديد من التقنيات التي تساهم في تغيير ملامح الخدمات المقدمة، وأنها ترتكز على شبكات المعلومات وعلى رأسها شبكة الانترنت، وكذا مختلف مخرجات تكنولوجيا المعلومات من أدوات وتقنيات تجهيزية وبرمجية، والتي تظهر نتيجة للتطورات الحاصلة

2-            أخصائي المعلومات

   برزت وظائف ومهام جديدة للعاملين في مختلف المؤسسات التوثيقية كالمكتبات العامة والمكتبات المدرسية والجامعية المتخصصة ومراكز التوثيق، بالإضافة إلى مؤسسات ومراكز الأرشيف وظهرت أنشطة جديدة تفرعت عن الوظائف القديمة التي يمارسها المكتبيون وموظفو المحفوظات كأعمال البيبلوغرافيا والتحليل الوثائقي والتكشيف وهي مهام نوعية تخصصية ولقد استفادت المهنة المكتبية كغيرها من المهن من التطور التكنولوجي في وسائل العمل وظهور الأوعية والوسائط الجديدة، وكان لتطور الإعلام الآلي وظهور أجيال جديدة من الحواسيب والآلات، بالإضافة إلى نمو شبكات وأنظمة المعلومات الدور الكبير في تطور مفهوم المهنة المكتبية، حيث أن المعلومات أصبحت تشكل العملة الأساسية المتداولة بين المؤسسات المتخصصة فأصبحت الكفأة في المعاجلة والسرعة في البحث والتنفيذ هي التي تحدد مستوى المؤسسات العاملة في قطاع المعلومات وهو ما أدى إلى ظهور جيل جديد من العاملين في قطاع المكتبات والمعلومات، حيث ظهرت تسمية أخصائي المعلومات أو خبير المعلومات.

كما تطورت مهنة المكتبي بصفة واضحة وأصبحت مهام المكتبي تقوم على أسس علمية وتقنية "وهو أخصائي في المعلومات على درجة من التأهيل العلمي والتدريب العملي يسمح له بإرشاد الأستاذ الجامعي والمعلم المدرسي والطالب والجمهور العام على اختلاف مستوياته التعليمية والثقافية، أي أن هذا الأمين مستشار المعلومات ضمن فرق البحوث والدراسة .

يعرف أخصائي المعلومات بأنه" ﻋـــــﺎﱂ اﳌﻌﻠﻮﻣـــــﺎت ﻳﻬـــــﺘﻢ أﺳﺎﺳـــــﺎ ﺑﺎﳉﻮاﻧـــــﺐ اﻟﻨﻈﺮﻳـــــﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴـــــﺔ الأساسية لمجال ويسهم بما يقوم به من بحوث لتنمية المعرفة في المجال"

كما يعرفه المعجم الموسوعي"شخص يهتم بمعالجة البيانات في مجال من مجالات المعرفة،وليس في التحكم في الوثائق"

يعرفه الباحثون في علوم المكتبات و المعلومات :"بأنه شخص ذو تعلم أكاديمي له معرفة بعدة مجالات منها: الحاسب الآلي ,علم المكتبات, علم المعلومات, هندسة النظم وإدارة المعلومات… و يقوم بمعالجة البيانات في مجال معين"

ومنه فان أخصائي المعلومات هو الشخص المسؤول عن تهيئة و إيصال و إتاحة المعلومات للمستفيدين , و عليه يعتبر حلقة وصل بين مصادر المعلومات المختلفة )  التقليدية , الحديثة ( و المستفيدين.

3-              الأدوار المختلفة لأخصائي المعلومات في البيئة الرقمية:

     تعد وظيفة أخصائي المعلومات "وظيفة اتصال ومعايشة ذلك أن العمل في ميدان المعلومات هو قبل كل شيء عمل جماعي، زد على ذلك، فإن العلاقات الشخصية مع المستفيدين ومنتجي المعلومات لها التأثير الحاسم فيما يتعلق بكفاءة الخدمات، ولابد أن يكون خبير المعلومات قادرا على فهم الآخرين وكسب ثقتهم والمشاركة في الحياة الجماعية وباختصار أن يكون قادرا على تحقيق الاتصال مع الآخرين، ويستوجب هذا الجانب الأخير مهارة لغوية وقدرة على التعبير الواضح والمتناسق كتابيا وشفاهيا على حد سواء.

كما صنفت ﺃﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ وأخصائي المعلومات ﻓﻲ ﻋﺼﺭ الانترنت تحت ثمانية مهام هي:

أ‌-                 توفير الوصول ﺇﻟﻰ الانترنت : حيث يمكن ﺃﻥ توفر ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اتصالا بالانترنت للذين لم تمكنهم ظروفهم ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ من ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ الخدمة.

ب‌-              استكشاف ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ: ﺃﻥ معظم ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ المتاحة ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻏﻴﺭ منظمة وتحتاج كفاءة ومهارة لتنظيمها واسترجاعها ومن ثم توفيرها للمستفيدين  مساعدة لهم للوصول إلى المطلوب من كتب ومقالات.

ت‌-            ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻑ : يجب ﺃﻥ يعد أخصائيو المعلومات بوظيفة المعلمين لشرح تقنيات الانترنت وإكساب المستفيدين بمهارات استرجاع المعلومات عن طريق إقامة الدورات وإعداد أدلة إرشادية.

ث‌-            ﺍﻟﻨﺸﺭ : يمكن أن يقوم أخصائيو المعلومات بتصميم مواقع الانترنت لنشر المعلومات من قبل المستفيدين ،ويمكن أيضا إضافة خدمات جديدة مثل القيام بعدة نشاطات مثل القيام بمسابقات.

ج‌-              ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ : يستطيع أخصائيو المعلومات نيابة عن المستفيد القيام ببعض العمليات المعقدة والتي تحتاج إلى شرح مثل البحوث المتقدمة أو استحداث برامج معينة.

ح‌-              تقييم ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ : ﻟﻘﺩ كان الناشرون يقومون بتقييم المعلومات التي ينشرونها وفق وفق معايير معينة، أما شبكة الانترنت فهي مفتوحة لكل من يريد أن ينشر أي معلومة دون تقييمها والتأكد من صحتها ،وهنا يبرز دور أخصائي المعلومات في مساعدة المستفيدين لتقييم المعلومات المنشورة في الانترنت بحسب المعايير الموضوعية.

خ‌-              تنظيم ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ : يمكن أن يقوم أخصائيو المعلومات بالعمليات الفنية كالفهرسة وتكشيف كافة أوعية المعلومات التي تقتنيها المكتبة أو التي تتوفر عبر الانترنت كفهرسة أجزاء من الكتب الإلكترونية أو بعض المقالات ذات الموضوع الواحد.

د‌-                تقديم ﺍﻟﻤﺸﻭﺭﺓ :يستشير أخصائيو المعلومات الجهات المسؤولة بإعداد الخطط والسياسات حول العديد من القضايا التي تخص خدمات المعلومات والانترنت.

4-            المؤهلات والمهارات اللازمة لأخصائي المعلومات في البيئة الرقمية:

يمكن تلخيص المهارات التي يجب أن يتحلى بها أخصائي المعلومات في النقاط التالية:

·       مهارات أكاديمية دراسية وفيها يكون ملما بكل أبعاد التخصص

·       مهارات لغوية حتى يستطيع التعامل مع مختلف أوعية المعلومات متعددة اللغات.

·        مهارات فنية تخص العمليات الفنية من فهرسة وتصنيف وتكشيف واستخلاص  وغيرها.

·        مهارات تقنية وفيها يكون ملما باستخدام كافة أنواع التقنية التي أفرزتها الثورة التكنولوجية. 

·       امتلاك معرفة عميقة بمصادر المعلومات الالكترونية قصد تطوير المجموعات الإلكترونية.

·       تقييم الاحتياجات المعلوماتية وتصميم خدمات لسد تلك الاحتياجات.

·       تدريب   المستفيدين على استخدام المصادر والنظم الآلية والالكترونية. 

·       المساهمة في إنشاء وبناء البرمجيات الوثائقية ...الخ.

·       استخدام  الشبكات والويب

إضافة إلى هذه المهارات وأمام أهميتها  أكد العديد من الباحثين  ضمن عديد الدراسات على أهمية تنوع المهارات لدى أخصائي المعلومات في البيئة الرقمية، كما قامت الجمعيات المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات بمحاولة وضع أهم المهارات التي يجب أن تتوفر لدى  أخصائي المعلومات.من بين هذه الجمعيات نذكر على سبيل المثال جمعية المكتبات المتخصصةSLA  سنة 2003  التي قامت بتصنيف  هذه المهارات إلى فئتين هما:

المهارات المهنية:

كفئة أولى تحصر المعارف المتعلقة بممارسة موارد المعلومات،والنفاذ إليها،والتكنولوجيا والإدارة،والقدرة على استخدام هذه المعرفة كدعامة أساسية لتوفير اعلي مستوى من نوعية الخدمات،وهي تحتوي على:

1 - إدارة مؤسسات المعلومات.

2 - إدارة موارد المعلومات

 3 - إدارة خدمة المعلومات.

 4 - أدوات تكنولوجيا المعلومات.

المهارات الشخصية:

 وهي تمثل مجموعة من المواقف والمهارات والقيم التي تمكن أخصائي المعلومات من العمل بشكل فعال والمساهمة بشكل ايجابي في المهنة، وتتركز هذه المهارات على القدرة على الاتصال ،وهذا بالنظر لأهمية القيمة المضافة على المهنة من خلال هذه المهارة،بالإضافة إلى ضرورة توفر المرونة والقدرة على التكيف وفق هذه البيئة المتغيرة.

كما يوجد رأي يوجب ضرورة اكتساب أخصائي المعلومات لمهارات استخدام الجيل الثاني من الويب:

-  يطبق تقنيات  ﺍﻟﺠﻴل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ من الويب ﻓﻲ مؤسسات ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ.

  -  يستخدم تطبيقات  ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ الاجتماعية.

  - يكون شبكة مصادر معلومات من خبراء معلومات .

  - يشارك في مواقع الشبكات الاجتماعية .

- يقوم بإضافة ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻭﺍﻟﻭﺴﺎﺌﻁ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻓﻲ مواقع ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ الاجتماعية .

  - يستقبل ويرسل الرسائل النصية.

  - يعلم المستفيدين بكيفية استخدام الشبكات الاجتماعية.

- له دراية بكيفية تشغيل واستخدام الوسائط المتعددة.