علم الكتاب تاريخ المكتوب
Benoradj Omar

علم الكتاب تاريخ المكتوب

                                                                               جامعة الجيلالي اليابس سيدي بلعباس

كلية العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم العلوم الانسانية

شعبة علم المكتبات

محاضرات السنة الثالثة علم المكتبات

تخصص تكنولوجيا المعلومات والتوثيق

د. بن عراج عمر

مقياس :

                            علم الكتاب: التاريخ المكتوب0202- السنة الجامعية 0202

الدرس الأول: الكتابة؛ تاريخها، أوعيتها، وأدواتها

يعتبر اختراع الكتابة أعظم اختراع في تاريخ الإنسانية، وذلك لأن ظهور الكتابة هيأ للإنسان إمكانية تسجيل

المعرفة والأفكار وبالتالي نقلها إلى الأجيال القادمة. ولهذا فان تراث الإنسانية لم يكن ليصلنا لولا الكتابة . وكانت

الكتابة في بداية عهدها عبارة عن مسلسل من الصور توحي تماما بما رسم فيها ثم أصبحت بعد ذلك صورا رمزية

توحي بمعنى معين .

وقد عرفت الكتابة المسمارية في جنوب بلاد الرافدين ومع الحضارة المصرية القديمة تطورت الكتابة الهيروغليفية

لتدوين الكتابات الدينية المقدسة، ثم جاء الفينيقيون الذين استعانوا بالكتابة المسمارية والهيروغليفية وطوروا

أبجديتهم حيث صارت حروفهم سهلة للكتابة وكانت أساسا للكتابة في الشرق والغرب . وطور الإغريق أبجديتهم التي

نقلوها عن الفينيقيين، وأخذ الرومان الأبجدية عن الإغريق وكونوا الأبجدية الرومانية.

-2 مراحل تطور الكتابة:

لقد مرت الكتابة بأربعة مراحل رئيسية أدت إلى تطورها وهي كالتالي :

أ- المرحلة الصورية: لقد اقتصرت الكتابة في هذه المرحلة على تسجيل الصورة ،حيث كانت عبارة عن علامات

تصويرية، مثل الأسد يدل على الشجاعة، والشمس عن الحرارة أو الضوء، والسمكة تدل عن البحر أو الصيد وغي رها

من الصور التي كانوا يستخدمونها في العصور القديمة.

ب- المرحلة الرمزية: لقد دعت الضرورة إلى ابتكار طريقة جديدة للتعبير عما يجول في خاطر الكتاب، فابتكروا

الطريقة الرمزية أي الرمز إلى بعض الأفعال والصفات والأفكار بكتابة أو رسم علامة أي صورية للأشياء مادية ترتبط

ارتباطا وثيقا بتلك الأفعال والصفات والأفكار، ولم تعد العلامة الصور ية المستخدمة تدل على الش يء المادي الذي

تمثله فقط، بل غدت ترمز إلى كل الأفعال والصفات التي ترتبط بذلك الش يء، فمثلا العلامة الصورية التي تدل على

القدم كش يء مادي غدت تستخدم للرمز إلى كل الأفعال المرتبطة بالقدم مثل المش ي، الوقوف، الذهاب والج ري .

ج-المرحلة الصوتية ﴿المقطعية : هي من بين أهم المراحل التي مرت بها الكتابة المسمارية، وأكثرها تعقيدا وتطورا ،

فعلى الرغم من استخدام العلامات بالطريقتين الصورية والرمزية للدلالة على الش يء المادي الذي يريد الكاتب أن

يعبر عنه أو يرمز له، فظلت العلامات قاصرة عن الكلام المحكي، أي اللغة كما ظلت عاجزة عن أسلوب لفظ

العلامات، فكانت الحاجة ملحة للابتكار طريقة جديدة في استخدام علامات تهتم بالصوت، ولقد كانت هده الطريقة

مقطعية. فمثلا: إدا أراد الكاتب أن يكتب إسم* حمو رابي* كان عليه أن يجزئ الاسم إلى عدد من المقاطع الصوتية

ح، مو، را، بي ثم يبحث عن العلامات التي تلفظ مثل لفظ هذه المقاطع دون الإلتفات إلى معانيها، وإن كانت معاني

هذه العلامات الصورية الرمزية في غير مكانها

د- الكتابة الأبجدية: )الألفبائية، الهجائية(: هي الكتابة التي نعرفها اليوم، وكانت نتاج المرحلة الصوتية.

-0 أوعية وأدوات الكتابة:

لقد اختلف اوعية وأدوات الكتابة من حضارة إلى أخرى ويمكن ذكر أبر تلك الأدوات والأوعية فيما يلي:

1-2 أوعية الكتابة: نذكر أبرزها فيما يلي:

- الألواح الطينية التي استخدمت في حضارة ما بين النهرين )الدجلة والفرات(، وبصفة خاصة عند السوماريين،

وكانت الألواح الطينية عندهم بعدة أشكال. مربعة، ودائرية، واسطوانية )برميلية( ... وغيرها من الأشكال.

- أوراق البردي التي استخدمت في وادي النيل، عند المصريين

- الألواح الخشبية التي استخدمت عند الإغريق والرومان .

- الجلود التي استخدمت في مطلع القرن الثاني قبل الميلاد في الشرق وأوروبا، ثم انتقلت الى الجزيرة العربية.

- الرق، والعظام، وأكتاف الابل، والكرانيف، واللخاف ..، عند العرب .

-0 أدوات الكتابة: -0

لقد استخدمت عدت أدوات للكتابة، والتي كانت تناسب طبيعة الوعاء الذي يكتب عليه، فان كان الوعاء صلب من

حجر أو طين او خشب، تطلب أداة صلبة أيضا مثل أقلام من معدن وحجارة ... وغيرها، ويمكن ذكر أهم تلك الأدوات

فيما يلي:

- الأقلام: كانت تصنع من : ريش الطيور ، والسعف والغاب، والقصب، والمواد التي كانت تبرى بها الأقلام : هي دية،

ُ

الم

السكين، والمقصمة

- الدواة)المحبرة(: كانت تصنع من الخشب والمعادن ثم استخدمت مواد أخر كالزجاج المحلى بالذهب وتفنن المسلمون

في تحليتها وزخرفتها يوضع فيها المداد وقطعة من قماش أو قطن تسمى يقة

ّ

الل تنظم، سحب المداد من الدواة . أثناء

الكتابة.

- المداد )الحبر(: لقد ميز المسلمون بين المداد الذي يناسب الكتابة على الرقوق وما يناسب الكتابة على الورق . مداد

الرقوق : يصنع من الزاج والعفص والصمغ العربي . مداد الورق : يصنع من الدخان أو السناج والصمغ العربي، وهناك

أمدة ملونة تستخدم في كتابة الفصول والزخرفة )حجر اللازورد والذهب ...(

-3 الكتابة العربية: لقد اختلفت الدراسات العلمية والتاريخية في تحديد نشأة الكتابة العربية، وهناك ثلاث آراء حول

نشأتها، وهي كالتالي:

-2-3 الرأي الأول : النبي آدم عليه السلام كان يعرف الكتابة العربية، وبعد الطوفان كان لكل قوم كتباهم، وكان

الكتاب العربي نصيب النبي إسماعيل عليه السلام.

-0-3 الرأي الثاني: الخط العربي اشتق من الخط المسند الذي يعرف باسم )الخط الحميري أو الجنوبي(، وانتقل

الخط المسند عن طريق القوافل إلى بلاد الشام .

-3-3 الرأي الثالث: هو نتاج تطور عن الخط النبطي، وهذا ما تؤكده النقوش التي توجد شرق الأردن، ويعود تاريخها

إلى ) 252 م(، وهناك أحد النقوش يعود تاريخه إلى 823 م، هو عبارة عن شاهد قبر )امرؤ القيس(

-4 ثورة الكودكس (codex)

إن من يدرس تاريخ الكتاب لابد وأن يتوقف أمام حدث في غاية الأهمية، وهو ظاهرة تحول شكل الوثيقة من الشكل

التقليدي اللفافة إلى الشكل الحديث الكودكس codex والذي مازال عليه حتى يومنا هذا.

2-4 تعريف الكودكس: هو مجموعة من الأوراق من أية مادة تطوى معا وتضم من الكعب وعادة ما تحمى بواسطة

غلاف خارجي، ويعتقد أن لفظ كراس هو تعريب للفظ اللاتيني codex

وقد ساعد ظهور الرق الذي يحتمل الكتابة على الوجه والخلف، بخلاف البردي الذي لا يقبل الكتابة في الخلف، على

ظهور الكودكس codex في الحضارة الرومانية، في بداية العهد المسيحي، وقد استخدم في كتابة الأناجيل في بداية الأمر.

0-4 خصائص الكودكس codex

- امكانية الكتابة على الوجهين

- سهولة الحمل

- سهولة القراءة

- ربح المساحة

- سهولة الاسترجاع

بعض ا لأشكال القديمة للكودكس codex

الدرس الثاني: جمع وتدوين القرآن الكريم

ا

جمع القرآن الكريم في الصدور وحفظته العقول الواعية الحافظة أولا، ثم جمع في الصحف غير مرتب السور ثاني

ا

ا

على الصورة التي

ا

ثم جمع أخيرا نقرأها اليوم. فأما جمعه في الصدور فإنه كان إذا نزلت السورة أو الآية منه في واقعة

من الوقائع، أو في حكم من الأحكام أمر النبي صلى الله عليه وسلم بجعلها في مواضعها. فيقول مثلا: ضعوها قبل آية

كذا أو بعد آية كذا، حتى تتم السورة، ويعرضها صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام فيعارضه بها ثم يعرضها

الرسول بعد ذلك على أصحابه، وكان جبريل يعارضه بالقرآن في كل عام مره حتى عام الوداع فعارضه به مرتين، ومن

هنا يتبين لنا أن ترتيب الآية في سورها كان بتوقيف وتوجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ربه،

وعنه رواه القراء رواية متواترة توجب العلم الضروري، ويستحيل معها الكذب، كما هو معروف عند علماء الحديث

وأصول الدين، وقد نزل القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة.

وقد انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، والقرآن الكريم لم يجمع في مصحف واحد وإنما كانت

سوره تتلى وآياته محفوظة، وكان كتاب الوحي في الرقاع والألواح

ا

رض ي الله عنهم قد سبقوا إلى تدوين آياته مفرقا

والعسب واللخاف والعظام والأكتاف، ... وكان قد حفظه جماعة من الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم،

منهم أبي بن كعب

ا

أيضا ، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء، وعبد الله بن مسعود رضوان الله عليهم . وكان

يقرؤونه كما تلقوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف أو لغات أو قراءات، وفي خلافة أبي بكر رض ي

الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم خرج الجن ود المسلمون لقتال أهل الردة، وفيهم الحفاظ والقراء، فقتل

منهم عدد كبير، بحيث قتل في يوم اليمامة من هؤلاء الحفاظ القراء

ا

سبعون رجلا ، وخيف على القرآن الكريم من

الضياع فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رض ي الله عنهما بجمع القرآن الكريم، فتوقف في بادئ الأمر فلم

يزل عمر رض ي الله عنه حتى رض ي بذلك ثم أرسل أبو بكر رض ي الله عنه إلى زيد بن ثابت رض ي الله عنه وكلفه بجمع

ا

القرآن الكريم فتوقف بدوره أولا، ثم اقتنع بصواب هذا العمل ونهض إلى ما ندب إليه بهمه ونشاط . وفي ذلك روي

البخاري بسنده عن زيد بن ثابت رض ي الله عنه أنه قال :

" أرسل إلي أبو بكر الصديق بعد مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده ، قال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال:

إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن الكريم، وإني أخش ى أن يستمر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير

من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر : لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

ا

كيف نفعل شيئا

قال عمر : هو والله خير، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك. ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال

أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه

فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. فتتبعت القرآن اجمعه من

العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره " لقد

جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم " حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم

عند عمر في حياته، ثم عند حفصة بنت عمر" وقد سمى أبوبكر ما جمعه مصحفا.

ويرى العلماء والباحثون أن هناك س آخر قد أسهم بعض الش يء في هذا الاختيار

ا

ببا ، لم يكن من كتب

ا

وهو أن زيدا ة

الوحي ومن حملة القرآن فحسب، عن ذلك حضر بنفسه آخر تلاوة للقرآن الكريم قام بها الرسول صلى

ا

ولكنه فضلا

الله عليه وسلم، وهذا يدل على الأسلوب الأمثل في اختيار الرجال، وتوفير كافة الضمانات لتسجيل النصوص القرآنية

وجمع الوثائق القرآنية

ا

صحيحا

ا

جمعا كما أملاه الرسول صلى الله عليه وسلم . وبالإضافة إلى كل هذه الضمانات

وضعت قاعدة للعمل بألا يؤخذ بأي مخطوط لا يشهد شخصان على أنه مكتوب ليس من الذاكرة، وإنما بإملاء

الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته .

وبعد أن اتسعت الفتوحات الإسلامية، وتفرق القراء في الأمصار، وأخذ أهل كل مصر عمن وفد إليهم في قراءاته

ووجوه القراءة التي يؤدون بها القرآن مختلفة باختلاف الأحرف التي نزل عليها، فكانوا إذا ضمهم مجمع أو موطن من

مواطن الغزو عجب البعض من وجوه الاختلاف، وقد يقنعوا مسندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

ا

بأنها جميعا ،

ولكن هذا لا يحول دون تسرب الشك للناشئة التي لم تد رك الرسول ، فلما كانت غزوة أرمينية وغزوة أذربيجان من

أهل العراق، كان فيمن غزاهما حذيفة بن اليمان، في

ا

كثيرا

ا

فرأى اختلافا وجوه القراءة، وبعض ذلك مشوب باللحن

مع تعصب كل فريق لقراءته ووقوفه عندها، إلى أن وصل الأمر إلى تكفير بعضهم للبعض الآخر، حينئذ فزع إلى عثمان

رض ي الله عنه وأخبره بما رأى، فأكبر عثمان والصحابة هذا الأمر مخافة أن ينجم عنه التحريف والتبديل، وأجمعوا

أمرهم أن ينسخوا الصحف الأولى التي كانت عند أبي بكر، ويجمعوا الناس عليها بالقراءات الثابتة على حرف واحد،

فأرسل عثمان إلى حفصة فأرسلت إليه بتلك الصحف، ثم أرسل إلى زيد بن ثابت الأنصاري ، وإلى عبد الله بن الزبير

وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشيين، فأمرهم أن ينسخوها في المصاحف، وأن يكتب ما

اختلف فيه زيد مع رهط القرشيين الثلاثة بلسان قريش فإنه نزل بلسانهم،.. وهكذا نرى أن قصة جمع المصحف

الشريف لم تكن بالأمر الهين، ولا بالبساطة التي قد يتصور ها البعض، فرغم وجود وثائق مدونة، وحفاظ، وعدة ادلة

قاطعة، إلا أنه كما لا حظنا اشترطوا شاهدين لكل من يرى إضافة من ذاكرته إلى المصحف في عهد أبي بكر، كما

اشترطوا أيضا أن تتكون لجنة من كتبة الوحي، واختار أبو بكر زيد بن ثابت كما اختاره عثمان في عملية الجمع الثانية.

النقط والشكل في القرآن الكريم

عملية نقط وشكل القرآن الكريم مرت بمراحل متلاحقة، فقد وضع الشكل بدعوة من زياد بن أبي سفيان والي معاوية

على البصرة، وقد قام بوضعه أبو الأسود الدؤل ،ي ثم وضع الإعجام أي نقط الحروف بدعوة من الحجاج بن يوسف

الثقافي والي عبد الملك بن مروان على العراق، وقام بوضعه نصر بن عاصم، ويحي بن يعمر تلميذا أبي ا لأسود الدؤلي،

ثم كان الدور الذي قام به الخليل بن أحمد الفراهيدي من وضع الحركات على الحروف. ولقد عرف العرب والمسلمون

قبل عهد زياد وقبل عهد الحجاج

ا

نوعا من النقط اتخذه كتاب الوحي واستعمله الصحابة علامات خاصة باللهجات

التي كان القرآن يقرأ بها . وقد استخدمت هذه الطريقة عند تدوين القرآن وجمعه لأول مرة في خلافة أبي بكر رض ي الله

عنه، فكانت الصحف المودعة عند حفصة مبينة فيها اللهجات الأخرى غير اللهجة القرشية، بنقط على الحروف،

واصطلح الكتاب على وضعها للدلالة على الإحالة وضم ميم الجمع، والإشمام والهمز والتسهيل، وغير ذلك من

القراءات التي رواها أهل القبائل عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وعند الجمع الثاني في عهد عثمان بن عفان رض ي الله عنه أمر الكتبة أن يجردوا المصحف الإمام من هذه النقط التي

لم تكن نقط شكل، ولا إعجام، لتكون كتابة القرآن على لغة قريش فقط ففعلوا وهكذا نستطيع أن نستفيد من

الجهود المبذولة في كتابة المصاحف ونقطه وشكله، ووصوله إلينا

ا

سالما من كل لحن ومن كل خطأ، وصدق الحق

سبحانه وتعالى [ : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ سورة الحج آية 9 .

الدرس الثالث: قواعد وآداب الكتابة والكتاب عند المسلمين في العصور الوسطى:

لقد كان للمسلمين عدة قواعد وآداب في تعاملهم مع الكتب قراءة واعارة، وكذا الكتابة، وهي تتمثل فيما يلي:

-1 قواعد الكتابة عند المسلمين في العصور الوسطى: لقد نصّ العلماء المسلمين على قواعد يجب م راعاتها

أثناء الكتابة نذكر منها :

- عدم المبالغة بحسن الخط فقط بل توجيه العناية إلى صحته وتصحيحه لأن المبالغة في تحسينه تشغل طالب

العلم عن الحفظ والنظر .

- تجنب الكتابة الدقيقة حتى ينتفع بكتابه وقت الحاجة عند الكبر وضعف البصر ويجوز له في حالة في عجزه

عن ثمن الورق أو من أجل سهولة الحمل أثناء السفر .

- تجنب سرعة الكتابة مع بعثرة الحروف ، قال عمر بن اب

ّ

الخط رض ي الله عنه : شرّ الكتابة المشق ، وشرّ

القراءة الهذرمةوأجود الخط أبينه .

- أن تكون السكين المستعملة لبراية الأقلام حادة جدّا.

- استحسنوا كتابة الأبواب والفصول باللون الأحمر لأنه أظهر في البيان وفي فواصل الكلام

-2 آداب الكتابة عند المسلمين في العصور الوسطى: ومن آداب الكتابة التي كان العلماء يوصون بالتحلي بها

أثناء الكتابة نذكر ما يلي:

- إذا نسخ شيئا من كتب العلم الشرعي فينبغي أن يكون على طهارة مستقبل القبلة طاهر البدن والثياب .

- يبتدئ الكتاب بكتابة )بسم الله الرّحمن الرّحيم (، حتى وإن لم يكتبها المصنف .

- يكتب بعد البسملة قال الشيخ أو قال المصنف ثم يشرع في كتابة ما صنفه ويختم كتابة الكتاب أو الجزء

بالحمدلة والصلاة و على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- يتبع اسم الله تعالى بالتعظيم مثل : الله سبحانه وتعالى أو الله عزّ وجلّ ... ويتلفظ بذلك ، ويصلي ويسلم على

النبي صلى الله عليه وسلم كلما كتب اسمه ويكتب الصلاة والسلام عليه معا ولا يقتصر على أحدهما ، ولا

يسأم من تكريرها ولا يختصر في الكتابة )صلعم ، صم ، ص ...( فهذا مكروه .

- إذا مرّ بذكر أحد الصحابة كتب رض ي الله عنه أو أحد الأئمة قال رحمه الله

- لا يفصل مضاف اسم الله تعالى في الأسماء المعبّدة ، فيكتب مثلا : عبد في آخر السطر و يكتب الله في أول

السطر و كذلك في كتابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

-3 آداب التعامل مع الكتاب عند المسلمين في العصور الوسطى:

- على طالب العلم تحصيل الكتاب المحتاج إليه في العلوم النافعة ما أمكنه شراءه أو إعارته ولا يستعيره إن

استطاع شراءه.

- لا ينسخ الكتاب إلا إذا تعذر تحصيله ، لعدم وجود ثمنه

- لا يقتصر أن يكون حظه من الكتب التحصيل والجمع فقط، بحيث قال الشاعر:

إذا لم تكن حافظا واعيا فجمعك للكتب لا ينفع

- تستحب إعارة الكتب لما فيها من الأجر بسبب الإعانة على العلم فيقول وكيع : أوّل بركة الحديث إعارة الكتب

، ويقول الثوري : من بخل بالعلم ابتلي بثلاث : أن ينساه ، أو يموت فلا ينتفع به أو تذهب كتبه .

- عند استعار كتابا لا يبطئ به من غير حاجة، يقول الزهري : إياك وغلول الكتب وهو حبسها عن أصحابها.

- لا يجوز أن يصلح كتاب غيره بغير إذنه ) يصلح الغلط واللحن والكتابة في حواشيه( إلا إذا علم رضا صاحبه.

- لا يعير كتاب غيره ولا ينسخ منه دون إذنه .

- إذا صف ورتب الكتب يضع المصحف الكريم أعلى الكل .

- لا يجعل الكتاب مخدة ولا مروحة ولا مستندا ولا يطوي حاشية الكتاب

الدرس الرابع: الورق

الورق هو مادة على شكل صفحات رقيقة تصنع بنسج الألياف السليولوزية ، وتستخدم مادة تلك الصفحات في

الكتابة والطباعة والتغليف والتعبئة، ويقال أو من اكتشف الورق هو الصيني تساي لون T-si lun 105 ، وقد صنع

الورق عند الصينين من الأقمشة وسيقان الخيزران، ولحاء الشجر ... ، وبقي حكرا على الصينيين لمدة 7 قرون. ثم

انتقل باقي دول العالم بحيث بدأت صناعته في اليابان سنة 012 م، وفي سمرقند سنة 751 م، ووصلت صناعته الى

الجزيرة العربية سنة 322 م، والولايات المتحدة الأمريكية سنة 1092 م. كما يوضحه الجدول رقم 21

قبل القرن 19 ميلادي كان يصنع الورق من الأقمشة ومن نبات الكتان والقطن، وكان أكثر متانة وأطول مدة

صلاحية، وأما بعد القرن 19 صار يصنع من مواد أخرى من المصادر النباتية؛ سيقان القمح والشعير والقنب

والخيزران، ومن الحلفاء... فأصبح الورق ضعيف ويتحول لونه بسرعة.

ظلت صناعة الورق في تطور وأخذت أهمية كبرى خاصة بعد اختراع جوتنبرج لأول آلة طباعة، وبدأ معها ا لاهتمام

بأنواع الأوراق المختلفة، وبدأت التكنولوجيا الحديثة تقوم بدورها في تلك الصناعة، إلى أن أصبح الأمر الآن أكبر بكثير

من مجرد أ وراق للطباعة وأخرى للتغليف، وإنما أصبحت هناك أشكال وأنواع ك ل يؤدي دورا مختلفا على حسب

المصدر الأول لاستخراجه .

فهناك الورق المأخوذ أسا ا سا من الأشجار الإبرية، والتي توجد عادة في المناطق الشمالية الباردة من أور وبا،

وهناك أوراق تشبع بألياف السليلوز لكي تأخذ ملمس القماش ورونقه، أو لأنها تعطي مواصفات جيدة عند الطبع

عليها، ويكون مصدرها الأساس ي القطن وأشجار الأرز والقصب، والقنب.

صناعة الورق:

تمر صناعة الورق بعدة مراحل بحيث يوضع القالب الذي يشكل الورقة داخل إطار خشبي متحرك، وهو إطار

منخفض حول حافته، ويقوم صانع الورق بغمس القالب والإطار في الحوض الذي يحتوي على المادة السائلة التي

كانت تعرف بماء الجير، وعندما يخرجان من الحوض، يكون سطح القالب مغطى بطبقة رقيقة من خليط الألياف

والماء، ثم يترشح جزء كبير من الماء الموجود في الخليط عبر الشبكة الموجودة في القالب، ثم تترك الآلة الورق المبتل

بعض الوقت حتى يصبح الورق متماسكا بما فيه الكفاية، بحيث يمكن التخلص من الإطار الخشبي الم وجود حول

القالب . ، وبعد نزع الإطار الخشبي من القالب، يوضع القالب في وضع معكوس، ويوضع الورق على نسيج صوفي منسوج

يسمى لبادة، ثم توضع لبادة أخرى على الورق وتكرر العملية، وبعد وضع لبادات بين عدد من الأوراق، توضع الكومة

كلها في مكبس وتعرض لضغط تصل درجته إلى 122 طن أو أكثر، حيث يتم التخلص من معظم المياه المتبقية في

الورق، ثم تفصل الأوراق عن اللبادات وتكدس وتضغط. وتكرر عملية ضغط كومة الورق عدة مرات، وآخر مرحلة

في صناعة الورق هي مرحلة التجفيف، حيث يعلق الورق في مجموعات مكونة من أربع أو خمس أوراق على حبال في

غرفة تجفيف خاصة حتى تتبخر الرطوبة الموجودة به تماما .

السنة البلد

الصين 501 م

اليابان 650 م

آسيا الوسطى 710 سمرقند 715 الجزيرة العربية 800 اسبانيا 5510 ايطاليا 5276 فرنسا 5390 ألمانيا وبريطانيا 5494 روسيا 5176 الولايا المحددة اأممرييية 5690

جدول رقم 22 يبين تاريخ انتشار الورق في العالم

الدرس الخامس: الطباعة

إن كلمة الطباعة (Printing) في اللغة تعنى ترك أثر على السطوح أو المجسمات المختلفة، لذلك الطباعة

تعرف بأنها: الفن والعلم الذي يمكن عن طريقها نقل الحروف والرسوم والصور، وتتطلب عملية الطباعة أربع

أساسيات هي :

-1 السطح الطابع .

-2 الورق أو الوسيط الذي يطبع عليه .

-8 حبر الطباعة .

-4 وسيلة الطبع وهي آلية أو أداة الطباعة.

- نشأة الطباعة وتطورها:

عرف الشرق الأقص ى الطباعة بطريقة قالب الأل واح الخشبية المحفورة،) Xylography (، بحيث تكون الحروف

بارزة )وتكون كتابة النص معكوس(، ظهر هذا النوع من الطباعة لأول مرة في الصين، كما كان الشأن بالنسبة لصناعة

الورق التي ظهرت بها حوالي 125 م. ويحتمل أنه طبع بهذه الطريقة كتب منذ القرن الثاني بعد الميلاد. حيث كانت عبارة

عن نقوش على لوح خشبي، تكون حروفها بارزة إلى الخارج، وبعد تلوين عمود الكتابة البارزة ووضع الورق المرغوب

طبعه عليها يضغط بقوة ليترك أثار تلك النقوش، وتكون تلك الحروف في شكل كتلة واحدة متصلة غير منفصلة،

وأقدم مطبوع خشبي صيني وصل إلينا يرجع إلى عام 982 م

قوالب طباعة خشبية اسحعمل في الصين

- الطباعة بالحروف المنفصلة:

اخترع الصيني بي تشينغ (Bi Sheng) سنة 1241 م طريقة الطباعة بالأحرف المنفصلة أو المتحركة، باستخدام

الطين ثم الخشب فالفخار المحروق، حيث كان يحفر لكل حرف من حروف الكتابة حرف للطباعة مستقل بذاته،

ترصف وبعد طبع النسخ المطلوبة تفكك لتكوين صفحات أخرى. إلا أن هذه الطريقة لم تنتشر انتشارا كبيرا في

الصين، وذلك يعود إلى استعمالها لعدد كبير من العلامات، حتى أنه يلزم لطبع كتاب واحد عددا يتراوح بين أربعة

آلاف وخمسة آلاف حرف.

الطباعة بالحروف المنفصلة في الصين

- مطبعة غوتنبرغ (Gutenberg)

طور غوتنبرغ ) Gutenberg ) 1 في سنة 1442 مطبعة بالحروف المتحركة، من آلة كانت في الأصل معصرة للكروم،

قام بالتعديل عليها باستعمال خليط من الفولاذ والخشب. وأعد حروفه المعدنية داخل إطار ثم قام بتحبيرها، ووضع

عليها لوحا يثبت داخله الورق. بعد ذلك أدار عمودا لولبيا ضخما من الخشب دافعا به لوحا خشبيا ليضغط على

الورق. واستطاعت مطبعة غوتنبرغ ) Gutenberg ( إنتاج حوالي 822 نسخة يوميا.

1 - جاء ترتيبه ثامنا في كتاب الخالدون المائة لمؤلفه مايكل هارت ) Michael Hart ( ، ولد حوالي سنة 1422 في ماينز Maenz بألمانيا وسط أسرة كريمة من

الطبقة المتوسطة.

مخطط مطبعة غوتنبرغ

ما الذي أضافته مطبعة غوتنبرغ (Gutenberg) للطباعة؟ لقد أضافت ما يلي:

- فكرة حروف الطباعة المعدنية المصقولة والمنفصلة عن بعضها البعض، والتي يمكن ربطها وشدها فتتكون منها

جميعا كتلة واحدة .

- فكرة أول آلة طابعة في التاريخ، استلهم فكرتها من كابسة العنب التي كانت شائعة الاستخدام في عصره لصنع

النبيذ، ومن هنا جاءت تسمية المطبعة (Printing Press) ثم سميت الصحافة (Press).

- اختراع أول حبر طباعة ذي أساس زيتي يتميز عن حبر الطباعة باللزوجة، حتى يستقر على الحروف البارزة، ولا

يسيل منها.

العوامل المتحكمة في انتشار الطباعة في العالم:

- التقدم في انتاج الورق والأحبار بأوروبا

- معظم الدول الاوربية التي انتشرت بها الطباعة كانت مراكز للأعمال والتجارة

- معظم أصحاب المطابع كانوا من التجار الناجحين الذين يرغبون في ايجاد مستثمرين .

- تأخر انتشارها عند المسلمين نظرا للعداء الذي أكنه المسلمون لآلة الطباعة .

- احتواء النسخ الأولى للقرآن الكريم المطبوع على أخطاء إملائية .

- رفض الخطاطين والنساخين المسلمين للطباعة لما تشكله من تهديد لمكانتهم وز وال صنعتهم

الدرس السادس: الطباعة في الجزائر

قام جيش الاحتلال الفرنس ي فور غزوه للجزائر بإدخال المطبعة، . وكان ذلك في 02 جوان من سنة 2332 وفي

ظرف سنة واحدة عرفت المطبعة انتشارا واسعا في معظم المدن الكبرى مثل قسنطينة ووهران وعنابة وغيرها. ولم

يكتف الفرنسيون بذلك فقط، بل راحوا يصطحبون معهم المطابع المتنقلة في حملاتهم العسكرية على باقي المدن

والقرى ليس من أجل تشجيع الجزائريين على اكتشاف كتابات" فولتير" أو "مونتسكيو" التحررية، بل بغرض طبع

المناشير والمطبوعات التي تدعو المقاومين على الاستسلام والانخراط في مشروع فرنسا الحضاري، وكخطوة موازية

لسياسة الاستكشاف المعلنة من طرف "حكومة الجزائر" يوافق الجنرال "برتيجان Berthégène- " من خلال قرار

مؤرخ في 22 ديسمبر من سنة 2332 على طلب Sciavi كان قد سُمح له بإصدار مطبوعة دورية تحت أحد المشتغلين

بالآثار يُدعى سيافي بالقيام بتفتيش المنازل والقصور والحدائق التابعة لوزارة اسم الحربية l’antiquaire الأنتكير

التي كانت في الأساس ملكا لدايات الجزائر وقادتها عن الآثار والمقتنيات والمخطوطات و الوثائق.

كما سمحت السلطات العسكرية أيضا بإصدار سبعة صحف، أهمها: المونيتور الجزائري moniteur algérien »

«le في سنة 1832 lagazette médicale في سنة 2334 وغيرها وصحيفة الأخبار مع مطلع سنة 2331 م .

وبتشجيع من أعلى هرم في السلطة وهو وزارة الحربية بالجزائر العاصمة، يقوم أدريان بربر وجر) 2 ( مع ثلة من

الضباط السامين في الجيش الفرنس ي وعدد من المستعربين الفرنسيين بإصدار مجلة علمية بعنوان المجلة

الإفريقية م أكثر في مجريات البحث التاريخي والأنثروبولوجي عن المقاطع

ّ

للتحك ة الجديدة )الجزائر طبعا( وتوجيهه

رة سلفا من طرف وزارة الحربية الفرنسية،

ّ

نحو أهداف مسط

وكانت أول مطبعة عربية هي المطبعة الثعالبية التي ساهمت وأدت دورا كبيرا في طبع التراث العربي الإسلامي،

مة

ّ

والمطبعة الثعالبية هي نسبة إلى العلا عبد الرحمان الثعالبي) 3 (، وقد أسسها سنة 2311 م السيد : رودس ي قدور

2313 م وجدنا الطبع والنشر في الجزائر يسايران - بن مراد التركي وهو تركي الأصل ،فإذا لاحظنا بين عامي 2331

المشرق حينذاك، وكانت جهود كبيرة في نشر الكتب بالجزائر مع قلة الإمكانات وندرة الوسائل، فقد ذهب طبع الكتب

إلى أبعد من ذلك وهو نشر التراث المشرقي، وعلى سبيل المثال: متن خليل في الفقه طبع سنة 2123 م بالمطبعة

الثعالبية.

أما الكتب التي طبعت بالمطبعة الثعالبية والخاصة بالجزائريين فهي كتب نادرة نذكر منها:

- تعطير الأكوان في شذا نفحات أهل العرفان لمحمد بن الصغير بن الحاج المختار طبع عام 2122 م.

- كشف الرموز لابن حماد وش طبع عام 2103 م

- إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن لمحمد بن علي السنوس ي طبع عام 1914 م.

وقد كانت المطبعة الثعالبية تضع فهارس وقد وصل عدد هذه الفهارس الى نحو 82 فهرسا وذلك بين عامي 1922 م

و 1927 م وهذا إن دل على ش يء فإنما يدل على مواكبة المطبعة العصر آنذاك ويدل هذا كذلك على بواكير الطبع في

الجزائر وأنها كانت مبكرة جدا ، وجدير بالذكر إن مطابع أخرى ظهرت بعد المطبعة الثعالبية هي:

- مطبعة قسنطينة أنشئت عام 2102 م على يد العلامة عبد الحميد بن باديس.

- المطبعة العربية ظهرت عام 2102 م لصاحبها أبي اليقظان الإباظي.

- مطبعة البصائر ظهرت عام 2114 م وهي لجمعية علماء المسلمين. كما ظهرت في الجزائر مطابع استشراقية تقوم

كذلك بنشر التراث والكتب الفرنسية أبرزها: المطبعة الإفريقية، ومطبعة جوردان، ومطبعة بروسبير بورديبروجي

( 2 ) المستشرق أدريان بربروجر أول محافظ للمكتبة الوطنية في الجزائر أثناء الاحتلال الفرنس ي عمل كسكرتير لدى الجنرال مولييرس

عرف بشغفه لجمع المخطوطات أثناء الحملات العسكرية على المدن الجزائرية.

( 3( ولد عبد الرحمن الثعالبي سنة 730 ه / 1834 م يسر بمدينة ) يسر( الواقعة حاليا بولاية بومرداس انتقل إلى تونس سنة 329 ه/ 1420 م فتعلم

على الأبي، والبرزلي تلميذ ابن عرفة. ثم ارتحل إلى مصر سنة 319 ه / 1414 م، فلقي بها البلالي، وأبا عبد الله البساطي، وولي الدين العراقي وغيرهم،

ثم ارتحل إلى تركيا، ومنها قصد الحجاز فأدى فريضة الحج، واختلف إلى مجالس العلم هناك، ، ثم عاد بعد هذه الرحلة الطويلة في طلب العلم

والمعرفة إلى الجزائر، فاهتم بالتأليف و صار يلقي دروسه بأكبر مساجد الجزائر آنذاك ، تخرج على يديه كثير من العلماء، من أثاره العلمية نذكر

من بينها :

تفسيره الجواهر الحسان في تفسير القرآن في أربعة أجزاء، ،روضة الأنوار ونزهة الأخيار في الفقه. جامع الهمم في أخبار الأمم. جامع الأمهات في

أحكام العبادات. الأربعين حديثا في الوعظ.

الدرس السابع: النشر EDITION

-2 تعريف النش ر والناشر:

-1-1 النشر لغة: بمعجم الوسيط يقال نشر الش يء فرقه، ونشر الثوب بسطه

2-1 - النشر اصطلاحا: هو عملية توصيل الرسالة الفكرية إلى مجتمع القراء من خلال إعداد الكتب، وطبعها،

وتوزيعها.

-8-1 الناشر: هو حلقة الوصل بين المؤلف )صانع المحتوى (، وبين المستخدم أو المتلقي، وهو أيضا يتولى تسويق

وترويج المحتوى من خلال شبكات التوزيع ومعارض محلية ودولية.

-0 مراحل النشر: هناك ثلاثة مراحل:

2-0 مرحلة التأليف: وضع الأفكار في قالب قابل للفهم والتلقي وذلك عبر الجمع والتحرير والتحقيق والترجمة وقد

يكون علميا أكاديميا أو وجدانيا.

0-0 مرحلة الطبع: هي عملية نسخ العديد من نسخ المؤلف ليتم نشرها بين القرّاء.

3-0 مرحلة البث والتوزيع: من خلال تزويد مختلف المكتبات المشتركة، بالإضافة إلى الحملات الاعلانية في مختلف

وسائل الاعلام، والمشاركة المشاركة في المعارض الوطنية والدولية.

-3 مجالات الرقابة على النشر: هناك عدة مجالات تكون الرقابة عليها في مجال نشر الكتب، أبرزها ما يلي:

- الرقابة على الدين

- الرقابة على الآداب والأخلاق العامة

- الرقابة على السياسة

- الرقابة على انتهاكات حقوق الملكية الفكرية

-4 معوقات النشر في العالم العربي: هناك عدة معوقات تواجه النشر في الوطن العربي ونذكر أهمها فيما يلي:

- معاناة المؤلف العربي من المشاكل المادية والمعنوية

- ضعف احترافية مؤسسات النشر، وقلة المطابع

- ضيق الأسواق العربية بسبب تعدد الرقابة: الدينية والسياسية.

- تنامي ظاهرة العزوف عن القراءة لدى الانسان العربي

- ميل الانسان العربي إلى ثقافة المشافهة والاعتماد على الوسائل السمعية البصرية

الدرس الثامن: النشر الالكتروني للكتاب

مفهوم النشر الالكتروني: يعرّف النشر الالكتروني من وجهة نظر علم المكتبات والمعلومات، على انه عملية نقل أو

نشر المعلومات الالكترونية من الناشر الى المستفيد، سواء من خلال الشبكات كشبكة الانترنيت ،أو نقلها عن طريق

الحوامل الالكترونية CD,DVD ... الخ.

عوامل ظهور النشر الالكتروني: هناك عدت عوامل أدت إلى ظهوره أبرزها:

- ارتفاع تكلفة اليد العاملة والورق والحبر ...

- المشكل في التحزين والمساحة الكبيرة في النشر التقليدي

- انتشار استخدام الحاسب الالي في مختلف المؤسسات وشرائح المجتمع .

- ظهور بنوك المعلومات وتطور الأوعية الالكترونية وانتشار استخدامها .

- ثورة التشابك وما نتج عنها من ربط تكنولوجيا الحاسوب بتكنولوجيا الاتصالات للولوج الى المعلومات

مقارنة بين النشر الورقي والنشر الالكتروني: يمكن توضيح الفرق بينها في الجدول رقم 22

النشر الورقي

النشر الإلكتروني

انعدام مساحة الحرية، وحضور الرقابة بشكل كبير يقلل من مساحة

الإبداع لدى فئة كبيرة من المثقفين

« غياب الرقابة عما يتم نشره على صفحات الشبكة العنكبوتية من إبداع أدبي

حيث يتمتع الكاتب والمبدع بحرية كبيرة في فضاء » قصص يشعريالخ

الإنترنت الواسع، مما يخلق مساحة واسعة من حرية التعبير والكتابة لا تتوفر

للكتاب الورقي

تمارسه بعض دور النشر ضغوطا على المؤلفين الراغبين في نشر أعمالهم؛

ومن سوء توزيع بعضها الآخر. » ادفع نطبع « حيث تنتهج سياسة

عدم وجود متحكم في عملية النشر، واتاحت الفرصة لكل كاتب في نشر ما يريد .

عدم قدرة الكاتب علي التعديل بالحذف أو الاضافة فيما كتب.

.قدرة الكاتب على التحكم فيما يكتب على صفحات المنتديات، أو المدونات

حيث يمكنه التعديل عليها بالحذف، أو الإضافة، وهذا » المواقع الشخصية «

يتعذر فعله في النشر الورقي المكلف ماديا ومعنويا.

محدودية التواصل الفعّال والحوار البناء بين المبدع والمتلقي.

سهولة تواصل المبدع والمتلقي من خلال القراءة المباشرة، والتدخل بالتعليق،

وربما تغيير مجرى القصة وأحداثها.

الإرهاق المادي والمعنوي والكلفة الباهظة للمنتج الورقي، وعدم وج ود

الدعم الكافي للمثقف والمبدع.

سرعة انتشار الأعمال الأدبية ،

ا

الكترونيا

ا

خصوصا مع تزايد المنتديات

المتخصصة والجادة، والتي

ا

غالبا ما تكون تحت إدارة أكاديميين متخصصين

ومعنيين بقيمة الكلمة المكتوبة ومصداقيتها.

تعرض الكثير من الكتب المطبوعة للتلف نتيجة لعوامل التقادم والعوامل

البيئية إذا لم يتم حفظها بطرق خاصة تضمن سلامتها على المدى الطويل.

إمكانية وسهولة حفظ الأعمال المنشورة

ا

إلكترونيا في حوافظ متعددة مما يبقيها

في مأمن من التلف أو الضياع.

محدودية انتشار واشتهار المواهب الشابة والجديدة المبدعة إذا لم

يصاحبها دعم إعلامي كاف لتعريف القراء بها.

سعة مجال النشر علي المستوي العالمي أعطي الفرصة للمواهب في نشر

كتاباتهم والنجاح في ايصال فكرهم الي الجمهور .

تقوم بعض الجمعيات الخيرية في الدول الكبرى ببيع الكتب المستعملة

لتلك الدول الفقيرة بأسعار زهيدة.

ارتفاع معدلات الفقر في بعض الدول العربية إلى مستويات عالية تجعل من

المستحيل على الغالبية العظمى اقتناء جهاز كمبيوتر، ومن ثم الحصول على

وبالتالي يكون هؤلاء في معزل عن هذه الثقافة الإلكترونية. » الإنترنت « اشتراك في

جدول رقم 20 يبين الفرق بين النشر الورقي والنشر الإلكتروني__